مولاتي جميلة الإدارة العامة
آخر مواضيعي : الجنس : البلد : تاريخ التسجيل : 20/04/2010 عدد المساهمات : 1338 نقاط النشاط : 29461 المزاج : الحمد لله التقييم : 100 الإشراف : قسم الطلبات
قسم الشعر والخواطر
أوسمة العضو : الموقع : www.mawlatidjamila.keuf.net تعاليق :
| موضوع: جرائم الأحداث الأحد يناير 27, 2013 10:13 pm | |
| المقدمة الجريمة في المجتمع ليست ظاهرة حديثة العهد، بل عانت منها المجتمعات القديمة وعرفتها التشريعات في مختلف العصور عن طريق منع ارتكاب بعض الأفعال التي تشكل اضطرابا وخطورة على المجتمع والعلاقات السائدة فيه، وذلك منذ أن شرع الإنسان يعيش في نطاق العشيرة أو القبيلة رغم عدم وجود سلطان رسمية في بادئ الأمر كالبوليس والمحاكم والسجون، فالمجتمعات لم تخل تماما من الجريمة فهي نتيجة لازمة لحياة الناس وما يثور بينهم من تنازع في المصالح وتنافس على إشباع الحاجات.
ورغم عملية التغيير الاجتماعي المتلاحق التي شملت المجتمعات قديمها حديثها فان ظاهرة الإجرام في المجتمع مازالت موضع اهتمام علماء القانون والاجتماع وعلم النفس لما تثيره من اضطراب في العلاقات الإنسانية وإهدار للقيم والعادات السائدة وتهديد لسلطة الدولة والقانون، وقد اتخذ هذا التطور أشكالا مختلفة وخاصة بالنسبة للصغار والشبان المذنبين حيث حل العلاج والتأهيل محل المعاملة العقابية، لان الدراسات والبحوث والاختبارات العلمية قد دلت على ان الجريمة أكثر ما تكون شيوعا بين الصغار، وان معظم المجرمين البالغين قد بدءوا حياتهم الإجرامية منذ سن الحداثة.
التعريف الاجتماعي للحدث المنحرف يرى علماء الاجتماع أن الانحراف ينشا من البيئة دون أي تدخل للعمليات النفسية المعقدة التي تلعب دورها على مسرح اللاشعور. وهم بذلك يصفون الأحداث المنحرفين، على أنهم ضحايا ظروف خاصة اتسمت بعدم الاطمئنان والاضطراب الاجتماعي لأسباب متعلقة بالانخفاض الكبير لمستوى المعيشة الذين يعيشون في ظله أو هم ضحايا مزيج من هذا أو ذاك. وقد عرّف الدكتور منير العصره انحراف الأحداث بأنه " موقف اجتماعي يخضع فيه صغير السن لعامل أو أكثر من العوامل ذات القوّة السببية مما يؤدي به إلى السلوك غير المتوافق أو يحتمل أن يؤدي إليه". ووصف الانحراف بأنه موقف اجتماعي من شأنـه أن يستجمع حالات الانحراف الإيجابي والسلبي ، وفيما يتعلق بمظاهر السلوك اكتفى التعريف بوصف السلوك الذي يصدر عن الحدث المنحرف بأنه " سلوك غير متوافق، أو يحتمل أن يؤدي إلى عدم التوافق" ، وهذا الوصف ذو مدلول واسع ينبسط على كافة المظاهر السلوكية المضادة للمجتمع سواء كانت جريمة من الجرائم أو عملا إيجابيا أو سلبيا يتعارض مع القواعد المألوفة للجماعة. وإذا كان التشريع يهدف من تعريف الحدث إلى تحديد فترة زمنية معينة يطبق بشأنها نظاما مـخففا للمسؤولية الجنائية على الأحداث ، فان علماء الاجتماع ينظرون إلى الأمر من ناحية تعلقه بفترة من حياة الإنسان لها طابعها وخواصها ونوازعها. وتمتد فترة الحداثة بنظر علماء النفس والاجتماع حتى يتم النضوج العقلي والاجتماعي لدى الأحداث، فالحداثة لا تتقيد وفقا لنظرتهم بحد أدنى للسن، أو بحد أقصى له، فمناط تحديدهم لسن الحداثة ليس ركن التمييز الذي تترتب عليه المسؤولية الجزائية، بل تلك الفترة من حياة الإنسان منذ ولادته وحتى يكتمل لديه النضج الاجتماعي الصحيح والرشد الكامل. والواقع أن التعريفات الاجتماعية في مجال الجريمة والانحراف لم تضع معيارا للضرر الاجتماعي، وهي حينما تصف السلوك بأنه غير متوافق مع المجتمع فكأنها لم تصف شيئا طالما أن هذه العبارة غير محددة تحديدا دقيقا، ذلك أن هذا التحديد لازم و بالضرورة الملحة حينما يعاقب المرء على سلوكه المنحرف، أو حتى إذا عومل معاملة جنائية خاصة تحد ولو بقدر ضئيل من حريته. وهذا ما دعى تافت taft ان يقرر أن على علم الإجرام أن يعتمد على ا لتعريف القانوني من اجل الاعتبارات العملية.
الوضع الراهن لمشكلة جناح الأحداث أسفرت الحرب العالمية الأخيرة عن زيادة خطيرة في عدد الأحداث الجانحين، في كل البلاد المحاربة وكل من عانى منها احتلال العدو أراضيه. فلقد تفككت اسر لا عداد لها من جراء الأسر والنفي خارج البلد لأسباب سياسية أو لأغراض العمل الإجباري ، كما أدى سوء التغذية من ناحية أخرى إلى زيادة عدد الجرائم الاقتصادية من قبيل السرقات والتبديد والصفقات غير المشروعة بكافة أنواعها. كما اضر بنمو الحدث الفسيولوجي فبعث فيه استجابات تتسم بعدم الاستقرار وتدفعه إلى التخلف عن المدرسة، والهروب من الأسرة، والتشرد في عصابات من أترابه، وزادت خطورة عدم استقرار الحدث بدوره بتأثير الاضطرابات العصبية الغالبة على الأسرة من جراء ضروب القلق الناجمة عن الانفصال ، والتوجس من الغارات والاعتقالات وهموم توفير الغذاء التي تنوء بها أمهات الأسر، واضطرارهن إلى الانتظار أمام الحوانيت ساعات حتى يتداعين إعياء في بعض الأحيان كيما يحصلن على المواد التموينية اللازمة للأسرة. وأخيرا كان لا بد أن تتفاقم خطورة الموقف الناجم عن الحرب بتأثير مراس السوق السوداء، ومشاهد الموت والخراب والبؤس التي كثيرا ما أثارت لدى الحدث صدمات وجدانية خطيرة ولم يكن في الإمكان إلا أن تزعزع إيمانه بأعمق القيم الإنسانية الجوهرية، وما أتاحته المعسكرات الحربية من فرص السلب والصورة الخيالية الباهرة التي يحملها الأحداث عن المحارب في فرق المقاومة الشعبية، وهي صورة دفعت الصبية إلى الهروب من عائلاتهم، والفتيات إلى احتراف الدعارة في بعض الأحيان.
الأهمية الاجتماعية لظاهرة إجرام الأحداث لا شك أن إجرام الأحداث ظاهرة اجتماعية عاشت في كل مجتمع واختلفت نظرة التاريخ الاجتماعي إلى هذه المشكلة، فقديما اعتبر الحدث المنحرف مجرما وانه يستحق العقاب ولا سبيل إلى إصلاحه إلا بالبتر حتى لا يصاب المجتمع باختلال توازنه. أما المجتمعات الحديثة فقد أدركت بما لا يدعو للشك أن الأحداث غالبا هم ضحية ظروف اجتماعية أدت بهم إلى الانحراف وسوء التكيف، وان تهيئة الظروف الاجتماعية وتدعيمها بالمقومات الصالحة لتنشئتهم في عطف وحنان هي الحفاظ الحقيقي لقواهم وانطلاقهم نحو غايات اجتماعية صالحة. ولقد ازدادت هذه المشكلة خطورة في هذا العصر نتيجة للتقدم الحضاري والصناعي الحديث وخاصة في المجتمعات النامية مما كان له أثره على كيان الأسرة وتماسكها، وعلى ازدياد مطالب الفرد وتعرضه لمغريات البيئة مع غلاء المعيشة، فضلا عن المشكلات التي نتجت عن هذه الأوضاع كمشكلات العمل والبطالة والهجرة والإسكان وغيرها والتي هيأت فرصا جديدة لانحراف الصغار وارتفاع نسبة إجرامهم. فالأحداث هم نواة المجتمع البشري، ومرحلة الحداثة يتوقف عليها الى حد بعيد بناء شخصياتهم وتحديد سلوكهم في المستقبل وأي جهد يوجه لرعايتهم وحمايتهم هو في نفس الوقت تامين لمستقبل الأمة وتدعيم لسلامتها. لذلك تعتبر رعاية الأسرة والطفولة العملية البناءة الأساسية في أي مجتمع يسعى إلى تحقيق التطور المتوازن البعيد عن الانحرافات والعلل الاجتماعية، والقادر على الابتكار والتجدد والمتمسك بالقيم والأخلاق الفاضلة. فظاهرة إجرام الأحداث تكمن أهميتها لكونها تتناول بالدرس والتحليل طاقات بشرية في المجتمع انحرفت في مرحلة مبكرة وباتت تهدد كيانه بالتفكك وتعرض حياة أفراده وسلامتهم وأعرافهم وأموالهم للخطر، وهي من ناحية أخرى تجعل من هذه الفئة قوى معطلة وغير منتجة بحيث تصبح عالة على عاتق المجتمع وبالنتيجة فان الخسارة تتمثل في النتائج الضارة للإجرام من جهة ومن تعطل وفقد هذه الطاقات البناءة من جهة أخرى. فهم يعيشون عالة على ذويهم وعلى المجتمع وقد يكونون في مستقبل حياتهم عامل هدم وإعاقة لعملية الإنتاج حيث أن الأسلوب السائد في حياتهم يقوم على العدوان واللامبالاة. هذه الظاهرة تعني أيضا أن هنالك قصورا من قبل الأسرة والمجتمع في توجيه ورقابة جيل ينمو. وهي تعني من ناحية أخرى أن عملية التطور الثقافي والحضاري قد صادفت عائقا ما في وجهها. ولقد دلت الإحصاءات انه رغم نقص نسبة معدل المواليد فان هنالك زيادة ملحوظة في نسبة الإجرام عند الأحداث، وهذا يعني بشكل أو بآخر أن هذه المشكلة لا تنفصل عن سياسة الأسرة والجماعة وتبدو انعكاسا للحياة العصرية وما يشوبها من سوء التنظيم الاقتصادي والاجتماعي وتفكك بناء الأسرة المادي والمعنوي وما يتبعه من انحلال في القيم الدينية والأخلاقية.
تعدد العوامل المؤدية للسلوك المنحرف لا يمكن فهم إجرام الأحداث إلا على ضوء تلك الخبرة التي تشكل جزءا من عملية ديناميكية مستمرة، فالصغير يتمتع عادة بتكوين بيولوجي ونفسي خاص، ويتمتع عادة بتكوين بيولوجي ونفسي خاص، ويتمتع بقدرات وميول واتجاهات مختلفة، ولكنه يعيش أيضا في عالم اجتماعي تسوده العلاقات الفردية والاجتماعية والثقافة المتنوعة التي تؤثر في تكوين شخصيته، وهناك أمر مؤكد وهو أن سلوك الحدث المنحرف يرجع لأكثر من سبب يساهم بشكل أو بآخر في تكوين ذلك السلوك. ففكرة البحث عن سبب واحد لتفسير أية ظاهرة غير صالح على الإطلاق بالنسبة للعلوم الإنسانية والاجتماعية، فبناء نظرية عامة لأسباب السلوك الإجرامي يستحيل أن يؤسس على سبب واحد أو مجموعة أسباب ذات طابع واحد(بيولوجي أو اجتماعي)، وإنما يجب أن تؤخذ بالاعتبار العوامل المختلفة التي تسهم في إخراج السلوك الإجرامي ذاته الذي لا يختلف في ذلك عن السلوك العادي إلا بقدر اختلاف العوامل ذاتها داخلية كانت أم خارجية. ورغم تعدد العوامل الدافعة إلى الجريمة وتشعبها فإنها ليست على درجة واحدة من الأهمية، فقد يكون بعض هذه العوامل سببا رئيسيا للانحراف وقد يكون البعض الآخر من الأسباب الثانوية أو المساعدة له. هذا لناحية تعدد العوامل التي قد ترجع أو تتصل بالتكوين الشخصي للحدث ، أو تكوينه العقلي أو النفسي أو العضوي وهذا ما نطلق عليه العوامل الداخلية لإجرام الأحداث، والتي قد ترجع أيضا إلى البيئة التي يعيش فيها الحدث سواء في الأسرة أو المدرسة أو العمل أو الوسط الاجتماعي الفاسد، وهذا ما نطلق عليه بالعوامل الخارجية أو عوامل البيئة لإجرام الأحداث.
العوامل الداخلية لإجرام الأحداث المقصود بالعوامل الداخلية، مجموع الظروف أو الشروط المتصلة بشخص المجرم، وهي قد تكون أصلية تلازم الفرد منذ ولادته ويدخل فيها التكوين الطبيعي للمجرم والوراثة والنوع والجنس والضعف والخلل العقلي والأمراض العصبية والنفسية وظروف الحمل والولادة. وقد تكون مكتسبة أي يكتسبها الشخص بعد ولادته من الأمراض العقلية والعضوية التي قد تصيب الفرد أثناء حياته. وهذه العوامل تتمثل في إمكانيات واتجاهات قد تتحول في مراحل لاحقة إلى صفات حقيقية وأسلوب معين للتصرف والسلوك إزاء إحداث العالم الخارجي كما أن هذه العوامل تنمو وتنضج خاضعة في ذلك لمؤشرات وظروف البيئة، وهي من ناحية أخرى تؤثر في تكوين الشخصية وتتجلى من خلال تصرفات الإنسان في العالم الخارجي. وكون هذه العوامل تتصل بذات الحدث وتكوينه فان سبل علاجها ليست بالأمر اليسير ويقتضي نتيجة لذلك إتباع طرق خاصة في الوقاية والعلاج والتعليم. # الـــــوراثــــــــة الوراثة هي انتقال خصائص معينة من الأصول إلى الفروع في اللحظة التي يتكون فيها الجنين، حيث يتم الإخصاب عن طريق اتحاد خلية منوية للذكر ببويضة الأنثى فينشأ من هذا الاتحاد ناتج يجمع بين خصائص الرجل صاحب تلك الخلية وخصائص الرجل صاحب تلك الخلية وخصائص المرأة صاحبة تلك البويضة، سواء كانت هذه الخصائص جسمية ام نفسية، وهي باختصار انتقال للصفات العضوية من السلف إلى الخلف، وبالتالي انتقال بعض الأمراض العضوية والعقلية عن طريق الوراثة إلى الأحداث والمساهمة في تكوين سلوكهم المنحرف، فالوراثة هي قوة أولية ومحدودة في نمو الفرد الأساسي، حيث انه من الواضح أن سلوك الإنسان لا يتغير فقط بالظروف ولكن بالخصائص الفيزيولوجية أيضا.وقد يرث الفرع من الأصل الصفة التي لدى هذا الأخير، كان يكون الأصل لصا فيصبح الفرع لصا، كذلك ق لا يرث الفرع ذات الصفات التي لدى الأصل بل يرث عنه صفات مشابهة أخرى، كان يكون الأصل مدمنا على الخمور والمخدرات فينشا الفرع لصا او سيئ السلوك والسيرة. # التكوين العقـــلــي والعــضوي يقصد بالتكوين العضوي مجموع الصفات التي تتعلق بالحدث منذ ولادته بالنسبة لشكله الخارجي وتركيبه الحيوي والعضوي.. ومن مظاهره التي قد تؤثر على تصرفات الحدث وتدفعه إلى تصرفات شاذة أحيانا النقص في التكوين الجسدي والأمراض والعاهات الدائمة أو المؤقتة والنمو الغير الطبيعي. فاختلال أعضاء الجسم قد يجر معه اختلالا في السلوك، والعاهات التي تصيب الحدث قد تدفعه الى الإحساس بالنقص المتزايد ومن ثم إلى التحول السلبي والإتيان بتصرفات ينبذها المجتمع. أما التكوين العقلي فيقصد به الأمراض المتنوعة والرضوض المختلفة التي قد تصيب دماغ الإنسان فتحدث اضطرابا في جهازه العقلي واختلالا في قواه الذهنية تدفعه أحيانا إلى الإتيان بتصرفات شاذة و أفعال إجرامية. فالنقص العقلي هو الخلل في القدرة العقلية والضعف العقلي هو نقص في درجة الذكاء وغالبا ما يكون موروثا ويؤدي إلى عدم القدرة على التكيف الاجتماعي. أما مظاهر النقص العقلي فقد ترجع إلى عوامل سابقة على الولادة أو أثناء الولادة أو إلى عوامل تالية للولادة، فقد يرث الحدث بعض الصفات كالضعف العقلي وانخفاض مستوى الذكاء بشكل غير طبيعي. وقد تكون الحالة العقلية ترجع إلى الرضوض الشديدة التي قد تحدث في الرأس خلال فترة الطفولة الأولى، كذلك يؤثر في التكوين العقلي سوء التغذية والتسمم والعوامل الانفعالية والولادة غير الطبيعية، فكل هذه العوامل يمكن أن تؤثر على التكوين العقلي عند الحدث وقد تدفعه إلى تصرفات غير متوافقة في المستقبل. # التكويــن النفســـــي للحـــــــــدث لم تكن الدوافع لنفسية موضع اهتمام علماء الإجرام قبل هذا القرن ، فكان المجرم حدثا كان ام بالغا يعاقب دون النظر إلى الجوانب النفسية التي قد تكون إحدى العوامل الدافعة لارتكاب الجريمة. وفي سنة 1909 انشأ الباحث الأميركي هيلي(healy) أول مركز للملاحظة في مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة، وقد تبع ذلك انتشار هذه المراكز في أوروبا والولايات الأميركية الأخرى لدراسة حالة الأحداث الصحية والنفسية والاجتماعية وكانت مهمة الطبيب النفسي في المركز إيجاد العلة لدى الأحداث وإعطاء العلاج الملائم. وكان لمدرسة التحليل النفي التي أسسها سيجمند فرويد الفضل الكبير في إظهار مدى أهمية سن الحداثة في بناء الخطوط والأسس التي ترتكز عليها شخصية الفرد في المستقبل، ورغم ظهور النظريات المختلفة التي تبين دور التحليل النفسي في كشف الشخصية المنحرفة وعوامل انحرافها، غير ان هذه النظريات والاتجاهات ما زالت بعيدة عن دائرة الحقائق العلمية الراسخة، ومازال أكثرها يقبل المناقشة والجدل.
عـــــوامــــــل البيـــــئــــة عوامل البيئة هي مجموعة الظروف والعوامل التي تحيط بالحدث في بيئة معينة وتؤثر في سلوكه وتصرفاته كعلاقاته بأسرته وأصدقائه وجيرانه، وهي لا تقتصر فقط على الظروف المادية الملموسة بل تشمل أيضا الجانب المعنوي للبيئة كالثقافة والتعليم والأفكار السائدة، ويبدو اثر البيئة أكثر فاعلية ووضوحا في السن المبكرة للفرد حيث يقل مدى تأثيره للبيئة واختياره لها والتي تعمل على المساهمة في تكوين الشخصية وفي غرس وتنمية الميول والاستعدادات لدى الفرد والتي يكون لها تأثير جسيم على مستقبل حياته وخاصة على تصرفاته الإجرامية. فالبيئة تعمل على نقل الأفكار والمعاني المختلفة لظواهر الحياة والتي تؤثر في طريقة تفكير الفرد وفهمه لأمور الحياة والعلاقات بين الناس وتفسيره للظواهر المتعددة. كما ان هذه البيئة تنقل للفرد المبادئ والقيم والمثل التي يتبعها وتقوده في حياته وتحدد علاقته بالآخرين، والإنسان في نزاع مستمر مع القوى النابعة منه والمحيطة به يحاول ان يجد توازنه في تحديد المركز الذي يرضى عنه ضمن هذه القوى، وتحقيق الشخصية الإنسانية يتطلب تجاوبا ايجابيا بين الإنسان ومحيطه وذلك منذ حداثة سنه. فالشخصية المرفوضة من محيطها الاجتماعي تنمو بشكل عدواني حاملة لعقد الظلم والتخلي والجفاف العاطفي والرفض والاضطهاد. وفي هذا المحيط بالذات تحاول بسلوكها التعويضي السلبي ان تؤكد انتقامها لظلمها واضطهادها من خلال العنف والانحراف. فالجماعات المختلفة كجماعات اللعب والأسرة والعمل التي يتصل بها الفرد وينتمي إليها يكتسب من اختلاطه وتفاعله معها قيمه واتجاهاته الايجابية والسلبية حسب القيم السائدة فيها، فإذا سادت هذه الجماعات القيم السلوكية الخارجة على القانون وانعزل عن الجماعات التي تحبذ السلوك السوي تغلبت لدى الفرد الاتجاهات المحبذة للخروج على القانون واتجه إلى السلوك الإجرامي. فالجرائم عند الصغار هي غالبا ما تكون نتاج البيئة السيئة التي يعيشون في ظلها والصغير المنحرف غالبا ما يكون ضحية الوسط الاجتماعي الفاسد الذي ينشا في ظله ، فالقدوة السيئة للأسرة وترك الصغار بدون توجيه، وبيئة العمل والمدرسة وأجهزة السينما والإعلام والدعايات المغرية والقصص البوليسية كلها أمور قد تؤدي إلى إفساد الأحداث ودفعهم إلى الانحراف. # البيئة الخاصة بالحدث معظم حالات الانحراف ترجع إلى البيئة التي ينشا فيها الطفل، وتعتبر الأسرة هي الخلية الأولى المسؤولة عما يصيب الطفل من انحراف لأنه عن طريقها يتلقى القيم والعادات والنظرة إلى الحياة والمجتمع، فهي الصلة التي تربطه بالمجتمع الكبير فيما بعد. أما البيئة الثانية التي يتعرف عليها الحدث فهي المدرسة وتتميز بكونها غير منضبطة وغير محددة كالأسرة ولا يستطيع التهرب منها، وفي ظل هذه البيئة يتعرف الحدث على رفاق آخرين وهذا يتطلب مستوى معين من السلوك الذي يكون قد اكتسبه في أسرته ، وهو يحاول أن يتهرب من متطلبات المجتمع الخارجي إذا رأى أنها أصبحت عبئا عليه، وقد ينتقل الحدث إلى بيئة التدريب المهني التي يواجه فيها مجتمعا جديدا أيضا بعلاقاته واتصالاته، وقد تبرز بعض الصعوبات التي قد تؤدي به إلى السلوك المنحرف. فعدم تكيف الحدث داخل الأسرة سيقوده بالأرجح على عدم التكيف خارج الأسرة، والحياة اليومية في البيئة المدرسية أو بيئة العمل قد تولد لديه بعض المشاكل حيث تظهر فرص الاحتكاك بالآخرين. http://www.alshamsi.net/friends/b7ooth/media/enheraf_teens2.jpg # تأثير العوامل الاجتماعية العامة إلى إجرام الاحداث من الملاحظ انه حيث توجد نسبة عالية من الإجرام فانه بالتالي توجد نسبة كبيرة من الأحداث المنحرفين،والسبب الرئيسي في ذلك هو تأثير الصغار بفساد الكبار، لان الحدث المنحرف كالمجرم البالغ يرجع إجرامه لعوامل شخصية واجتماعية واقتصادية مختلفة والعوامل الاجتماعية التي تدفع بالأحداث إلى الانحراف متنوعة ومتشعبة. وهي تظهر العيش أكثر إلحاحا وضراوة ، وحيث أن هنالك أناسا بلا مأوى وحيث تصبح العلاقات واهية إلى ابعد حد. وقد وجد الأستاذ كليفورد شو وغيره من دارسي انحراف الأحداث أن عددهم يتزايد وسط المدينة حيث يزداد عدد السكان ولا سيما في فترة النهار حيث تكثف حركة المرور، وتضمحل روح الجوار فيفقد السكان وخاصة الأطفال الشعور بالانتماء والمسؤولية ووحدة المصالح. # أسباب تعدد العوامل الاجتماعية العامة التطور السريع في هذا العصر شمل مختلف نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية وغيرها، وهذا التطور كان له تأثير على سلوك الإنسان حدثا كان أم بالغا، فسرعة الاتصالات بين أنحاء العالم المختلفة جعلت أي تطور أو تغيير يحصل في ناحية ما، ينتقل تأثيره إلى كافة أجزاء العالم القريبة والبعيدة. هذا الترابط الوثيق الذي خلقته أجهزة الاتصال كان له انعكاساته السلبية والايجابية أيضا على أعضاء الجماعة وأصبحت مشكلة إجرام الأحداث مشكلة اجتماعية تقع تبعتها على المجتمع ككل بحيث أصبح من الواجب النظر إليها من زواياها المختلفة وعواملها المتعددة كي نستطيع الإلمام بجوهرها وخطورتها. فانتشار أماكن اللهو والخمور، والأفلام المثيرة، والصحافة غير الواعية وتجارة التهريب والدعارة السرية، والهجرة وقصور التشريعات الوضعية عن وضع حل لمشاكل الأحداث كل هذه الأمور انتشرت بشكل واسع نتيجة لتطور أساليب الاتصال وأثرت على ظاهرة الإجرام عندهم. ويؤكد كل من ولنسكي ولبوكس أهمية الدور الاجتماعي والمادي للمدنية ودور الصناعة الحديثة أيضا ومدى تأثيرها على انحراف الأحداث باعتبارها من الأسباب الرئيسية التي تدفع بهم إلى الإجرام.
الشخصية المرضية والدوافع النفسية في الوقت الذي يبذل فيه الكثيرون جهودهم في سبيل سعادة البشرية، يبذل الكثيرون في الطرف الآخر، الجهود نفسها ، بل لعلها أضخم حجما منها، من اجل شقاء الإنسانية وتحطيمها. فان كل الظواهر السلوكية الخاطئة المتفشية في الواقع المتحضر، هي ثمرة تلك الجهود المبذولة لتحطيم الإنسان وسلب عقله وفكره ، وجعله دمية رخيصة يتلاعبون بها حيث شاءوا، للسيطرة على إنسانيته، بل ومحاولة إرجاعه طفلا رضيعا يرجع إلى أحضان أمه (الغرب) كلما شعر بالجوع والخوف!! فالتخطيط المسبق لكسب الساحة بكاملها لصالح المستغل، جعل هذه الحقيقة واضحة للعيان أمام دور المستغل، وذلك في مواقفه الانهزامية أمام المنعطفات التي تواجهه، والتراجع عن مواجهة الأحداث، والدور الهامشي والضعيف، حتى فيما يتعلق بمستقبله وتقرير مصيره. فالمجتمع الإسلامي اليوم بدأ يفقد هويته، وموقعه الطبيعي في معالجة المواقف، باتخاذ الحلول التخديرية لمعالجة مجمل الأوضاع الراهنة ضمن النظرة المتذبذبة بين آراء اليمين واليسار، جعله فريسة لمشاكل لا تنتهي، بل وفتح أمامه كما هائلا من المشاكل التي لم تكن في حسبانه ذات يوم. فالغزو السياسي والاقتصادي والثقافي والفكري للساحة الإسلامية، وآثار هذا الغزو الذي ارجع الأمة إلى الوراء عشرات السنين، جعل الشارع الإسلامي رافضا للوضع المتأزم، الذي بدأ يلمس آثاره عن طريق الظواهر السلوكية المناقضة للعادات والتقاليد الاجتماعية المتجذرة العمق في صلب تاريخه الأصيل، وانعكاساتها على واقع الفرد والمجتمع. كل هذا جعل الشارع الإسلامي يطالب بإلحاح بالغ تطبيع المنهج الإسلامي، وإعادته إلى الحياة من جديد وإبراز هويته القادرة على تخليص الأمة من كل هذه الأخطار والويلات. ولكن! هل نرجع مجمل هذه الظواهر الإنحرافية وأسبابها الرئيسية إلى هذا الغزو الشامل للساحة الإسلامية؟ أم أن هذا الغزو كان بمثابة الرياح العاتية التي حولت الجو الصحو إلى جو عاصف؟ أي أن هناك أسبابا رئيسية للانحراف. و إنما كان دور الغزو الأجنبي المقصود للبلاد الإسلامية بمثابة المنشط والمحرك والدافع لإبرازها على سطح الواقع؟ إن الغزو لم يكن إلا عاملا مساعدا لعوامل رئيسية للانحراف، وقبل ان نتناول هذه الأسباب نعرف الجريمة أولا. الجريمة: هي ظاهرة اجتماعية تصدر عن إنسان له جسم ونفس، وتختلف في التركيب والتكوين من شخص لآخر، وبالتالي فتأثيرها على تصرفاته، وتأثره بالعوامل الخارجية يختلف من إنسان لآخر، فلا يمكن القول بان الجريمة سبب بذاتها ، لازم لوقوعها، والثابت أن هناك عوامل مجتمعة سواء أكانت : وراثية متأصلة في تكوين الشخصية، أم عضوية مرضية، أم اجتماعية تدفع إلى السلوك الإجرامي. والفارق بين الإجرام والانحراف ، هو أن كلا منها فعل مذموم ولكن الإجرام سلوك يعاقب صاحبه معاقبة جزائية، بينما الانحراف فلا يلقى صاحبه سوى اللوم والسخط باعتباره شذوذا عن القوانين العامة، والأخلاق الضابطة للاجتماع، ونمطا سلوكيا مغايرا لما عليه العرف، دون ان تصل به إلى العقاب الجزائي ما لم يتحول إلى جريمة. # الجريمة واقعة اجتماعية إن الشذوذ الفكري، والذي يعقبه عادة انحراف ظاهر على مستوى السلوك، لا تتعدى آثار كل منهما حدود الشخصية فقط، وإنما تخترق بذلك قوّة الجماعة وتتسبب في الاضطراب الاجتماعي، ولذلك شدد الإسلام على خطورة الجرائم والانحرافات أيضا، لما تسببه من انعدام للأمن، وإخلال بالنظام، وتعد صارخ على القانون الذي يجر آلامه وويلاته على المجتمع فيؤذيه إيذاءا بالغا.
الأسرة وشـــــذوذ الشخصية إن الحاجة البيولوجية للشخصية تستدعي وجود حالة من الالتحام والانسجام بين الشخصية وبين بيئة الأسرة، كما لا بد من وجود حالة التكامل العاطفي والارتباط الوجداني معها أيضا. أما في حالة انعدام التكامل العاطفي، وحرمان الشخصية من الدفء والرعاية والحب، فذلك كفيل لبناء جدار منيع يحجب عنها الراحة النفسية، وقد يكون مدعاة لانحراف الشخصية وهروبها من بيئة الأسرة إلى خارجها، رغبة في إشباع حاجاتها الغريزية في بيئة أخرى. ولا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نطمس الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة على مسرح الحياة الاجتماعية، وبخاصة فيما يتعلق بالانحرافات الأخلاقية، ذلك لان الأسرة أحد الأسباب الرئيسية المؤدية للانحراف. فالأسرة مسئولة إلى حد كبير عن ارتفاع مستوى الاضطرابات السلوكية بين أفرادها والميل الى الانحراف، وقد ينشا 1لك عن عدم استقامة العائلة في الخطوط الأساسية للتربية التي تنتهجها. فقد تبالغ في تعاملها بأسلوب العطف والرعاية والحماية، وقد تستخدم الأسلوب الآخر المناقض تماما. فالإفراط والتفريط في تربية الأبناء، تؤدي إلى مالا تحمد عقباه من نتائج مضادة لمطالب الأبوين والمربّين، ورغبتهما في إصلاح الأبناء وسلامتهم. فالتدليل فوق الحد الطبيعي، والتحقير للسلوك والتصرفات ، أمام الأقران والضيوف بالذات، أو جعل الأبناء يختلطون بأفراد مشبوهين، او عزلهم وإبعادهم لفترات طويلة عن الاجتماع المألوف لديهم لسنوات، يجعلهم عرضة للانحراف بالخمول والكسل أو بامتثال السلوك الخاطئ والنشاط المحرم. قد يعبّر هذا الأسلوب الذي تنتهجه العائلة عن لون من ألوان الانحراف، وهناك لون آخر يتمثل في التضارب الفكري بين الوالدين، ومشاجراتهما المستمرة بشان حاضر ابنهما ومستقبله. وقد يزداد الأمر سوءا إذ يتطور التضاد والتضارب في كل ما يتعلق في كليات شؤونه وجزئياتها، فيؤدي هذا التناقض والازدواجية إلى انفصام في شخصيته، وقد يصبح فيما بعد مريضا بالعقد النفسية التي تفقده الثقة بنفسه، وتفقده الأصدقاء والأقران من حوله، وذلك بسبب أفكاره المريضة ، ونزعاته العدوانية البارزة على سلوكه وتصرفاته.
المجتـــمع وشــــذوذ الشخصيـــــــة إن المطلب الأساسي لنمو الشخصية نموا طبيعيا هو العلاقة الطبية والسليمة التي تربطها مع بقية أفراد المجتمع، ويتحدد مضمون هذا المطلب في الحديث القائل:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". فلفظ الأخ هنا مطلق غير مقيد، والمقصود به أما الأخ في الدين ، أو النظير في الخلق، كما قال الإمام علي عليه السلام. فنظرة الإنسان إلى الآخرين هي ما ينظره الإنسان لنفسه على وجه الخصوص، وقرن الحديث حب الإنسان لنفسه بحبه لإخوانه المؤمنين، إذ لا يوجد شيء اعز على المرء لنفسه، وجب أن يتمناه لإخوانه في المجتمع سواء بسواء. ويتدرج النمو الاجتماعي لدى الشخصية ، بنمو الثقة بالذات والشعور الواضح بكيان الشخصية وإمكاناتها وقدراتها، لتتحمل مسؤولياتها الاجتماعية وتتقبلها، ليمتد اهتمامها إلى خارج ذاتها، من خلال الوعي الكافي بالأوضاع والاتجاهات والقيم والتقاليد التي تسود بيئة المجتمع. كما أن الشخصية السوية تنسج نظرة إيجابية سليمة عن بيئة المجتمع. وتكون نظرتها إلى المجتمع نظرة تقبل وانسجام والتحام، امتدادا لنظرتها الإيجابية حول نفسها أسرتها. ويتأثر سلوك الشخصية الاجتماعي بالاتجاهات الفكرية التي تؤمن بها وتعشقها، والاتجاهات السائدة في محيط الأسرة، فالأجواء الديمقراطية والانبساطية في الأسرة تساعد على نمو الثقة بالذات، واكتساب الأصدقاء، وامتثال السلوك الاجتماعي السويّ، أما الأجواء المحكومة بالتسلط والسيطرة فإنها لا تخرج إلا الانطوائيين أو المعقدين السذّج.[14
المصادر والمراجع - الانحرافات السلوكية الأسباب والعلاج، للمؤلفة صباح عبّــاس ، الطبعة الاولى - الأحداث المنحرفون دراسة ومقارنة ، للدكتور علي محمد جعفر - جناح الأحداث، تأليف: جان شزال
الحواشي - الاحداث المنحرفون دراسة ومقارنة ، للدكتور علي محمد جعفر ، صفــــ 8 – 9ــحة .
- جناح الاحداث، تاليف: جان شزال ، صفــــ 9-10ـــحة .
- - الاحداث المنحرفون دراسة ومقارنة ، للدكتور علي محمد جعفر، صفـــ 6-8ـــحة.
-- الاحداث المنحرفون دراسة ومقارنة ، للدكتور علي محمد جعفر، صفــــ 25- 26 ـــحة
-- الاحداث المنحرفون دراسة ومقارنة ، للدكتور علي محمد جعفر، صفـــ 27-28ــحة .
-- الاحداث المنحرفون دراسة ومقارنة ، للدكتور علي محمد جعفر،صفــــ 29 ـــحة .
-- الاحداث المنحرفون دراسة ومقارنة ، للدكتور علي محمد جعفر، صفــ 35ـــحة .
-- الاحداث المنحرفون دراسة ومقارنة ، للدكتور علي محمد جعفر، صفــ 49 ـــحة .
-- الاحداث المنحرفون دراسة ومقارنة ، للدكتور علي محمد جعفر،صفـــ 57-58ـــحة.
- الاحداث المنحرفون دراسة ومقارنة ، للدكتور علي محمد جعفر،صفـــ59ــحة .
- الاحداث المنحرفون دراسة ومقارنة ، للدكتور علي محمد جعفر،صفـــ85-86ــحة .
- الانحرافات السلوكية الاسباب والعلاج، للمؤلفة صباح عبّــاس ، الطبعة الاولى، صفــ 47 – 51ـــحة .
- الانحرافات السلوكية الاسباب والعلاج، للمؤلفة صباح عبّــاس ، الطبعة الاولى، صفــ69-71ـــحة.
الانحرافات السلوكية الاسباب والعلاج، للمؤلفة صباح عبّــاس ، الطبعة الاولى، صفــ 89-91ـــحة
| |
|
مولاتي جميلة الإدارة العامة
آخر مواضيعي : الجنس : البلد : تاريخ التسجيل : 20/04/2010 عدد المساهمات : 1338 نقاط النشاط : 29461 المزاج : الحمد لله التقييم : 100 الإشراف : قسم الطلبات
قسم الشعر والخواطر
أوسمة العضو : الموقع : www.mawlatidjamila.keuf.net تعاليق :
| موضوع: رد: جرائم الأحداث الأحد يناير 27, 2013 10:14 pm | |
| انحراف الأحداث بين النظرية والتطبيق |
| د. فواز رطروط | مدير التثقيف والتوعية المجتمعية | وزارة التنمية الاجتماعية | : ظاهرة انحراف الأحداث من منظور بحثي علمي:
تعد ظاهرة جنوح الأحداث، واحدة من الظواهر الاجتماعية المعتلة؛ لما تسببه من آثار سلبية على مستوى الأطفال، وأسرهم، ومجتمعاتهم المحلية.
و يمكن فهم ظاهرة جنوح الأحداث، ومعالجتها، من خلال المنهج وطرائق البحث في علم الاجتماع، الذي يساعد على توصيفها، وتفسيرها، وضبط العوامل المسببة لها، لكن ذلك يحتاج إلى ما يلي:
أ: إجراء دراسات استطلاعية للظاهرة؛ لعكس طبيعتها كما تحدث فعلاً في الواقع المعاش، من خلال توصيف خصائص ضحاياها(فئات أعمارهم، نوعهم الاجتماعي-ذكور، إناث-، مستواهم التعليمي-الصف المدرسي-، مستويات التحاقهم بالمدارس-ملتحقون، متسربين-، مستوى دخول أسرهم-دون خط الفقر، فوق خط الفقر_، مستوى تكامل أسرهم_كاملة،مفككة_،مستوى تحصيلهم الدراسي-مرتفع،منخفض،متوسط_،أسباب انحرافهم من وجهة نظرهم،.....)،و مستوى جسامة أفعالهم الانحرافة(جرائمهم-جنائية،غير جنائية-، جنحهم، مخالفاتهم).
ب: إجراء دراسات تفسيرية لمجمل العوامل المفترضة التأثير في انحراف الأحداث من خلال جعل بعضها مستقل(مثل الدخل الشهري للحدث، وأسرته)، وبعضها الآخر تابع(مثل إقدام الحدث على فعل السرقة من الآخرين)، والتحقق إحصائيا من أثر العامل الأول في الثاني في حالتي الحضور والغياب.
ج: إجراء دراسات تنبؤية للتحقق من كفاءة العوامل المؤثرة في انحراف الأحداث، وفاعليتها، بوساطة إعداد البرامج التطبيقية،وتنفيذها،ومتابعتها،وتقييم أثرها، مثل إعداد برنامج لزيادة دخول أسر الأحداث،وأثره في خفض معدل السرقة بينهم.
2:بعض المفاهيم والتعريفات الإجرائية في انحراف الأحداث:
بالرغم من أهمية المنهج العلمي،وطرائقه، في توصيف ظاهرة انحراف الأحداث،وتفسيرها، والتحكم بها، فأنها تبقى حقيقة واقعة ينبغي تحديد مفاهيمها، وتعريفاتها الإجرائية؛لإيجاد نوعاً من الفهم المشترك بين صفوف المعنيين بدراستها، وعلاجها.
أ: الحدث المنحرف من منظور اجتماعي:
إن الحدث المنحرف، هو الطفل،الذي تصدر عنه سلوكيات منحرفة عن النموذج الوسط لمجتمعه، الذي اسماه"روسو" النموذج السوي السليم. أي أن الحدث ينتهك حرمة النموذج الجمعي، الذي شكله مجتمعه، بوساطة سلوكياته غير المقبولة.
ب: الحدث المنحرف من منظور نفسي:
إن الحدث المنحرف، هو الطفل،الذي لا يعيش بسلام مع نفسه؛نتيجة مروره بالأزمات والاضطرابات النفسية،التي يفصح عنها في مواقفه السلوكية.
ج: سلوك الحدث المنحرف:
يعد سلوك الحدث منحرفاً من الناحية المعيارية؛ إذا انحرف عن بعض المعايير والقيم والتطلعات الاجتماعية لمجتمعه.
د: السلوك الأخلاقي:
هو السلوك أو الفعل،الذي يتماشى مع المعايير والقواعد الاجتماعية المقبولة أو المرغوبة في المجتمع،ويقوم به الفرد بصورة إرادية عند إشباعه لحاجاته، وتلبية احتياجاته، على أن يأخذ بعين الاعتبار مصالح الآخرين. هذا ويتأثر السلوك الأخلاقي للفرد بمستوى نضجه، ونموه المعرفي، ونمط شخصيته، ونمط تنشئته، وغير ذلك من العوامل الأخرى.وعلى العكس من هذا السلوك، السلوك أللأخلاقي.
هـ: الجريمة:
كل سلوك يخالف ما ترتضيه الجماعة(المجتمع) من قيم وعادات وأعراف. فالجريمة وفقاً لذلك، هي كل فعل لا تقبله غالبية أفراد المجتمع، ويشمل ذلك الجرائم القانونية وغير القانونية.
3: الخصائص الاجتماعية والنفسية للأحداث المنحرفين، والمعرضين للانحراف من منظور بحثي ميداني:
أشارت بعض الدراسات الميدانية، التي أجريت في بعض البلدان العربية وغير العربية، إلى بعض خصائص الإحداث، وهي:
أ: رغبتهم بتحقيق أهدافهم، التي لا تتفق مع الوسائل المشروعة في مجتمعهم، مثل سرقتهم للمال من الآخرين لشراء ما يلزمهم من حاجات.
ب: قلة تكيفهم مع محيطهم الاجتماعي(الأسري)، الذي لا يشبع حاجاتهم الضاغطة، مثل ضعف تكيفهم في أسرهم؛نتيجة عدم رضاهم عن مستوى دخولها (فقرها).
ج:تعلمهم للسلوكيات غير السوية، التي قد تدفعهم إلى استعمال الوسائل غير المشروعة في سبيل تحقيق أهدافهم، من خلال الاختلاط والتفاعل المباشر مع الآخرين. وتخضع هذه السلوكيات للتعزيز، و التقليد، والمحاكاة، وغيرها. ومن الأمثلة على السلوكيات غير السوية، سلوك الضرب العنيف، الذي يتعلمه بعض الأطفال الأحداث من بعضهم تحت تأثير الأفلام التلفزيونية، والسينمائية.
د: قلة امتثالهم لأمري الطاعة والانضباط، اللذان يصدرهما أولياء أمورهم ، و الأشخاص المهمين في حياتهم.لذلك؛ فأنهم يستنكرون لحقوق غيرهم، ويخرقون القواعد الاجتماعية.
هـ: انخفاض مستوى ذكائهم،بدلالة ما وجده البعض من علاقة عكسية بين ذكاء طلبة المدارس والانحراف، فالطلبة المنحرفون يقل ذكائهم ثمان درجات عن الطلبة الملتزمون بالقانون.
و:تدني مستوى تحصيلهم؛لانشغالهم بتحقيق أهدافهم غير المشروعة. وكذلك انخفاض قدراتهم اللغوية.
ز: رغبتهم بالمجازفة المتهورة ؛ نتيجة حبهم لاكتشاف المجهول.
ح: تنفسيهم عن القهر؛ الناجم عن أنماط تنشئتهم السلبية(الدكتاتورية، النبذ، الإهمال) الممارسة عليهم من قبل أولياء أمورهم.
ط: تأثرهم بغياب الوالدين، فقد تبين أن الأطفال، الذين يعيشون مع أحد والديهم(الأب، أو الأم) أكثر انحرافاً من اقرأنهم، الذين يعشون مع كلا والديهم(الأب و الأم )، وتظهر هذه العلاقة بصورتها الجلية في المجتمعات الغربية. أما في المجتمعات العربية عموماً، والمجتمع الأردني خصوصاً، فأن 80% من الأحداث الجانحين يأتون من الأسر الكاملة، و20% من الأسر المفككة.
ي: معاناة بعضهم من الذهانية؛التي تدفهم لأن يكونوا: أكثر لامبالاة مع الآخرين، وإثارة للمشاكل، و بحثاً عن الإثارة، و لامبالاة مع الخطر، و مضايقة للآخرين. فضلاً عن قلة إحساسهم بالمسؤولية الاجتماعية.
ك:معاناة بعضهم أيضا من الكآبة، التي تظهر علامتها في كثرة بكائهم، وعبوسهم، وقلقهم، وانعزالهم عن الآخرين.
ل: ممارسة بعضهم للتسلط،الذي يظهر في ضربهم للآخرين،وإتلافهم للممتلكات العامة، وتحدثهم الفوقي مع الآخرين، وسرقتهم لممتلكات غيرهم.
4:دور المجتمع في الوقاية من الانحراف، ومعالجته:
بما أن الأطفال الأحداث يشكلون نسبة لا بأس بها من الموارد البشرية(السكانية)في مجتمعهم، وأن جنوحهم نتاج ظروفهم الموضوعية(الفقر، التفكك، البطالة.....)، والذاتية(الذهان، الكآبة....) الخارجة عن نطاق إرادتهم، فقد وجب على مجتمعهم ممثلاً بدولتهم، ما بلي:
أ: تحديد حدود السلطة والمسؤولية بين الأجهزة ( التنفيذية، والقضائية، والتشريعية) المعنية بشؤون الأحداث.
ب: إعداد التشريعات الناظمة لرعاية الأحداث، وحمايتهم، وإنفاذها من قبل المؤسسات القضائية، والتنفيذية المختصة.
ج: مراجعة تشريعات رعاية الأحداث، وتطويرها في ضوء المستجدات الداخلية، والخارجية، على وجه الخصوص المعايير الدولية للعدالة الجنائية للأحداث.
د:: إنشاء دور رعاية الأحداث، ورفدها بكامل مستلزماتها من الإمكانيات البشرية(الموظفين)، والمادية(الأثاث والأجهزة واللوازم)، والمالية(الموازنة)، والفنية(الإطار الاستراتجي، الذي يشتمل على رؤيتها، ورسالتها، وأهدافها، وسياساتها، وبرامجها، ووحداتها التنظيمية).
هـ: نشر ثقافة تميز الأداء والشفافية في دور رعاية الأحداث، من خلال التركيز على معاييرها المتمثلة في القيادة( التخطيط الإستراتيجي، مجالس الشراكة المؤسسية)، وإدارة الأفراد(تعين الموظفين تبعاً لبطاقات وصف وظائفهم، وتمكينهم بوساطة التدريب والتأهيل، وتحقيق رفاهم بوساطة اللجان الاجتماعية وغيرها،.....)، وإدارة العمليات(مراجعة العمليات، وتطويرها، وتبسيط إجراءاتها)، وإدارة المعرفة(الحصول على المعرفة،وتوثيقها،ونشرها،ورصد مستوى تأثيرها )، والإدارة المالية للموارد،وتنميتها.
و: فهم الخصوصية الاجتماعية والنفسية للأحداث، من باب تغليب مصالحتهم الفضلى، والعمل بمقتضاها أثناء التحقيق معهم، ومحاكمتهم،وإيداعهم في دور الرعاية.
ز: مراعاة المتعاملين مع الأحداث لحقوق الأحداث،التي كفلتها التشريعات المحلية،وأكدتها المعايير الدولية للعدالة الجنائية.
ح: زيادة التنسيق بين الجهات المعنية بأمور الأحداث، وضمان انعكاسه الإيجابي عليهم.
ط: زيادة التنسيق بين العاملين المهنيين مع الأحداث، وضمان انعكاسه الإيجابي عليهم.
5:الأطفال الأحداث بصفتهم كمقصون ومحجوبون عن الانظار، ينتظرون المبادرات لتغيير أساليب التعامل معهم:
أجمل تقرير وضع الأطفال في العالم لعام 2006 ، الذي جاء تحت عنوان"المقصون والمحجوبون"، الوضع، الذي يعيشه الأطفال المودعين في مراكز الاحتجاز؛ نتيجة لمخالفتهم للقانون، بالآتي:
أ: هناك أكثر من مليون طفل يقبعون في مراكز الاحتجاز.
ب: في اغلب الأحيان تتوقف معاملة الأطفال كأطفال عند حجز حريتهم، ويعاملون معاملة مماثلة لمعاملة الكبار، ويعنف بهم؛ لضعفهم كأطفال.
ج: إن الأطفال في نزاع مع القانون في معظم الدول،قد دعوا إلى المثول أمام القضاء، وهم جاهزون للنظر في قضاياهم.
د: بعض الأطفال من بعض الدول تعرضوا للتعذيب والقتل في مراكز الاحتجاز، التي سلبتهم حريتهم بدون علم الأجهزة القضائية.
هـ: بعض الأطفال من بعض الدول تعرضوا للعنف في مراكز الاحتجاز قبل محاكمتهم، وبعدها، من فبل النزلاء الكبار، أو حراس المراكز،أو الشرطة ، أو أقرانهم الأطفال الأحداث المحتجزين معهم.
و: نظم عدالة الأحداث، هي نفسها،في بعض الأحيان تعرض الأحداث للعنف؛لأنها:
1: تبقيهم لفترة غير محدودة، وهم محتجزون.
2: تبقيهم لفترة غير محدودة، وهم معزولون عن العالم الخارجي.
3: تبقيهم يختلطون بالكبار في ظروف غير صحية.
ز: في عدد قليل من الدول، ما يزال حكم الإعدام يطبق على الأطفال الأحداث.
ح: إن العوامل الأساسية، التي تعرض الأطفال للعنف أثناء تعاملهم مع نظمهم العدلية، هي:
1: عدم مساءلة الجهات المعنية بتطبيق القانون، و العاملين فيها؛ لتمتعها بالحصانة.
2: الاستعمال الجائر لمراكز الاحتجاز، و لا سيما فترة الحجز قبل المحاكمة،بما في ذلك حجز حرية غير المخالفين للقانون.
3: الافتقار إلى البدائل المجتمعية للنظام العدلي الرسمي، وإلى بدائل الحجز، بما في ذلك نظم الرعاية والتأهيل.
4: الافتقار إلى نظم قضاء الأحداث الملائمة، بما في ذلك المرافق الملائمة والعزل عن الكبار.
5: الافتقار إلى الضوابط الخارجية على المؤسسات،بما في ذلك إجراءات الشكاوى والتحقيق المستقلة الفعالة، والمراقبة المستقلة، ودخول المنظمات غي الحكومية إلى المؤسسات.
6:"قبول" العنف في المجتمع؛مما يؤدي إلى التسامح مع العنف على المستويات كافة:الأسرة، المدرسة، والمجتمع المحلي.
7:افتقار كوادر إنفاذ القانون، وكوادر قضاء الأحداث إلى التدريب والتوعية.
8: سياسات"الصرامة في التعامل مع الجريمة"، وسلبية وسائل الإعلام، والصور التمييزية للأطفال الأقل حظاً اجتماعياً واقتصادياً.
وبناء على ما سبق تقع على عاتق الحكومات:
أ: مسؤولية حماية الأطفال في مراكز الاحتجاز من الإساءة والضرر.
ب: مسؤولية البحث عن البدائل غير السالبة للحرية، وعدم استعمال بديل الحجز ، إلا للضرورة.
ج: مسؤولية تطوير معارف موظفيها، ومهارتهم، واتجاهاتهم أثناء الخدمة.
هـ: ربط الأداء المؤسسي لأجهزتها المختصة بالأداء الفردي لموظفي هذه الأجهزة.
|
| |
|
مولاتي جميلة الإدارة العامة
آخر مواضيعي : الجنس : البلد : تاريخ التسجيل : 20/04/2010 عدد المساهمات : 1338 نقاط النشاط : 29461 المزاج : الحمد لله التقييم : 100 الإشراف : قسم الطلبات
قسم الشعر والخواطر
أوسمة العضو : الموقع : www.mawlatidjamila.keuf.net تعاليق :
| موضوع: رد: جرائم الأحداث الأحد يناير 27, 2013 10:16 pm | |
| ظاهرة جنوح الأحداث: الأسباب - العلاج
مقدمـة إن جنوح الأحداث في العالم أجمع يشكل ظاهرة خطيرة، وهي تمثل بحق تهديداً متنامياً لأمن المجتمع، واستقراره، وخططه التنموية، وبنائه الأسري بصفة خاصة ,وهذه الظاهرة ليست جديدة وليست مرتبطة بالمجتمعات المتخلفة دون غيرها ,ولكن تخلف المجتمع وأزماته تعمق من هذه الظاهرة وقد تعطيها أبعاداً أكثر خطورة وبالتالي ندخل في حلقة مفرغة من تخلف وأزمات اجتماعية تساهم في اتساع وتعميق جنوح الأحداث وهو مايزيد بدوره من تخلف المجتمع وتعميق أزماته, ولعل مايزيد الأمر خطورة وأهمية كون المجتمع العربي مجتمع فتي إذ يبلغ نسبة من هم دون الـ 15أكثرمن 38% من نسبة السكان.(20) هدف وأهمية البحث :1. 1- معرفة حجم ظاهرة جنوح الأحداث.
2. تحليل أسباب ودوافع الجنوح النفسية والاجتماعية والاقتصادية و مقارنة النظريات القديمة والحديثة التي تفسرظاهرة جنوح الأحداث مع النتائج العملية للدراسة .
3. وضع التوصيات التي يمكن أن تساعد في القضاء على هذه الظاهرة أوالحد منها. ** تعاربف أساسية : تعريف الحدث التعريف الاجتماعي : الحدث في المفهوم الاجتماعي والنفسي هو الصغير منذ ولادته حتى يتم نضوجه الاجتماعي والنفسي وتتكامل لديه عناصر الرشد المتمثلة في الإدراك التام أي معرفته لطبيعة وضعه والقدرة على تكييف سلوكه وتصرفاته طبقا لما يحيط به من ظروف ومتطلبا ت الواقع الاجتماعي. التعريف القانوني : يُعرّف الحدث على أنه من أتم السابعة، ولم يتم الثامنة عشرة من عمره . تعريف الانحراف والجنوح : الانحراف : يتمثل انحراف الحدث في مظاهر السلوك غير المتوافق مع السلوك الاجتماعي السوي وينطوى على مجرد مظهر السلوك السيئ مثل الهروب من المدرسة ، مخالطة رفقاء السوء ، الكذب … الخ وهذه السلوكيات تسمى انحرافاً . فالحدث المنحرف كما يراه أنصار مدرسة التحليل النفسي إنما هو الذي تسيطر عليه رغبات اللهو على ممنوعات الذات العليا أو بتعبير آخر هو الذي تتغلب عنده الدوافع الغريزية، والرغبات على القيم، والتقاليد الاجتماعية الصحيحة . جنوح الأحداث : كلمة (الجُناح)- بضم الجيم- تعني (الميل للإثم، وأصل ذلك من الجُناح الذي هو الإثم وهو إقدام الحدث على ارتكاب جريمة كالسرقة أو الإيذاء أو القتل … الخ ، وهو يعتبر انحرافاً حاداً ويسمى الحدث الذي يرتكب هذه الأفعال بالحدث الجانح ويجب تقديمه للمحاكمة وإيداعه في مؤسسة إصلاحية . العينة وطرق الدراسة: بحث ميداني مع تنظيم استنمارات خاصة لكل الأحداث الذكور الموقوفين في قسم الأحداث بسجن حلب المركزي والأحداث الإناث الموقوفات في مركز الملاحظة الخاص برعاية الإناث في مدينة حلب وذلك خلال الفترة من 1/9/2001 إلى 1/9 /2002 . مجال الدراسة: الأحداث الموقوفين في قسم الأحداث بسجن حلب المركزي ومركز الملاحظة الخاص برعاية الإناث في مدينة حلب وهؤلاء تتراوح أعمارهم بين 15 – 18 سنة . أسلوب الدراسة: تحليل البيانات الاحصائية وذلك بهدف الوصول إلى الأسباب الحقيقية لظاهرة إنحراف الأحداث ومقارنتها مع النظريات التي تحلل أسباب هذه الظاهرة. النتائج: من خلال النتائج السابقة يتضح أن مقابل كل 100 سجين بالغ موجود في السجن يوجد 8 أحداث (عدد نزلاء السجن بتاريخ الدراسة 3800 نزيل ) .
كما يبين أن نسبة الذكور من حالات جنوح الأحداث قدبلغت 66% ونسبة الإناث 34% .
وقد توزعت التهمة التي بسببها دخل الحدث ‘لى السجن أو إلى مركز الملاحظة على الشكل التالي: بالنسبة للذكور كانت السرقة النسبة الأعلى إذ بلغت 46% تلتها المشاجرة والإيذاء حيث بلغت 19% ثم الجرائم الجنسية (اللواطة والاغتصاب ) بـ 17% فجرائم القتل بـ 10% وأخيراً جرائم مختلفة (حمل سلاح غير مرخص – تهريب – بيع أقراص كمبيوترمدمجة ممنوعة) بـ 8%. وبالنسبة للإناث فقد توزعت الأسباب على الشكل التالي: احتل التشرد المرتبة الأولى بـ 43% تلاه الخطف( هروب الفتاة القاصرة مع رجل دون موافقة الأهل وذلك بقصد الزواج ) بـ23% ثم التسول بـ12% فالهروب من المنزل بسبب المعاملة السيئة أوالاهمال بـ 9% ثم السرقة بـ 5% ثم سفاح الأفارب (التعرض للاعتداء الجنسي من قبل أحد الأقارب كالأب أوالأخ...الخ وهؤلاء يوضعون في مركز الملاحظة بغرض حمايتهم من القتل من أقاربهم) بـ 4% . وبالنسبة للمستوى التعليمي فقد بلغت نسبة الأمية بين الذكور الجانحين 69% وبين الإناث 79% . وبالنسبة للمستوى الاقتصادي لأسرة الحدث فقدكان سيئاً عند51% من أسر الذكور و72% من أسر الإناث . وبالنسبة الحالة الإجتماعية لأسر الأحداث الجانحين فقدبلغت حالات الطلاق عند أسر الذكور20% من الأسر وبلغت 23% عند أسرالإناث وبلغت حالات وفاة أحد الأبوين 28% عند الذكور و41% عند الإناث . وبانسبة إلى عدد أفراد الأسرة فقد بلغت نسبة أسر الأحداث التي يزيد عددها على ثمانية أفراد 64% عند الذكور و72% عند الإناث . وبالنسبة لمناطق السكن فقد لوحظ أن 65% من الذكور و32% من الاناث يسكنون في أحياء شعبية مكتظة حول المدينة ونسبة من يسكنون الريف فقد بلغت 27% عند الذكور و66% عند الإناث . وبالنسبة لوجود سوابق انحراف فقدبلغت نسبة الذكور الذين لهم سوابق 20% لهم سابقة واحدة و16% لهم أكثر من سابقة وأما عند الإناث فقدبلغت النسبة 17% ممن لهن سابقة في دخول مركز الملاحظة . وبالنسبة لسوابق دخول الأهل السجن فقد بلغت نسبة دخول أحد أفراد الأسرة السجن عند الذكور 28% وعند الإناث 23% . تحليل النتائج والمناقشة: أسباب جنوح الأحداث تكون الكثير من العوامل كفيلة أحياناً بانحراف الفرد في سن مبكرة سواء كانت داخل محيطهم الأسري أو محيطه الاجتماعي ودفعهم إلى طريق الانحراف والجنوح فهذه العوامل يمكن أن تكون ناتجة من تأثير مجموعة من الاضطرابات النفسية أو عدم التوازن الاجتماعى أو ضغوط اقتصادية أو عن هذه العوامل كلها مجتمعة. وبحسب علماء النفس فإن السلوك المنحرف إنما هو عرض من أعراض عدم التكيف، نتيجة قيام عقبات مادية أو نفسية تحول بين الحدث وبين اشباع حاجاته على الوجه الصحيح. إذاً فهناك عوامل تشارك و تؤثر في سلوك الحدث وتجعل منه انساناً صالحاً أومجرماً منحرفاً. (9)
ويمكن إجمال النظريات التي تفسر الأسباب التي تقف وراء ظاهرة جنوح الأحداث بمايلي:1ـ 1- الاُسرة وظروف التربية الاُولى فمن خلال دراستنا وجدنا أن 48% من حالات الأحداث الجانحين الذكور و64% من الإناث هناك تفكك في الأسرة إما بسبب الطلاق أووفاة أحد الأبوين.
كما وجدنا أن نسبة حالات الجنوح في الأسر ذات العدد الكبير(أكثر من هي 64% عند الذكور و72% عند الإناث ,حيث أن الأسر ذات العدد الكبير لاتتيح للأهل الوقت الكافي لمتابعة أولادهم إضافة للعبء المادي الذي يفرضه العدد الكبيرمن الأولاد.وبالتالي فالحدث في الأسر الكثيرة العدد لا يجد سوى الشارع ورفاق السوء ليفرغ فيها نشاطه وطاقاته.
2- المدرسة:
ففي دراستنا وجدنا أن فقط 4% من الأحداث الجانحين يتابعون دراستهم . كما بلغت نسبة الأمية بين الأحداث الجانحين 69% من الذكورو74% من الإناث.
3ـ الوراثة :
وفي دراستنا وجدنا أن نسبة وجود سوابق لانحراف الأهل عند الأحداث الجانحين قدبلغت 28% عند الذكور و23% عند الإناث .
4- الفقر والحالة الاقتصادية: ففي دراستنا وجدنا أن السرقة قد احتلت المرتبة الأولى بين الأسباب التي بسببها دخل الحدث وخاصة الذكور إلى السجن وذلك بنسبة 46% .وبلغت نسبة حالات التسول 12% عند الإناث وحالات التشرد بسبب الفقر 42% عند الإناث ,وشكلت نسبة الحالة الاقتصادية السيئة لأسرالأحداث 51% عند الذكور و72% عند الإناث .
5- البيئة (مناطق التحول): في دراستنا أيضاً لاحظنا أن الجانحين الذين يقطنون في في أحياء شعبية مكتظة تبتعد عن وسط المدينة يشكون نسبة 65% من الأحداث الجانحين الذكور و32 % من الإناث.
6ـ وسائل الاعلام وسلوك الشباب: في دراستنا وجدنا أن 8% من الأحداث الجانحين يعملون في بيع وترويج الأقراص المدمجة التي تحوي أفلاماً جنسية.
كما بلغت نسبة الجرائم الجنسية (الاغتصاب واللواطة) الـ 17% من مجمل الأسباب التي أدت بالحدث لدخول السجن ,وبلغت نسبة الفتيات اللواتي هربن مع رجل بقصد الزواج دون موافقة الأهل 27 %.
وبلغت نسبة جرائم المشاجرة والإيذاء 19% من مجمل الأسباب التي أدت بالحدث لدخول السجن .
7ـ أثر الثقافة والمستوى الفكري في دراستنا وجدنا أن نسبة نسبة الأمية بين الذكور الجانحين 69% وبين الإناث 79% وبلغت نسبة من يحملون الشهادة الابتدائية 22% من الذكور و14% من الإناث وأما من يحماون الشهادة الاعدادية فقد بلغت نسبتهم 9% من الذكور و7% من الاناث . الرعاية اللاحقة: إن الجانح اليوم هو مجرم الغد إن لم نتدارك إصلاحه وتهذيبه، ولا شك أن فئة الأحداث بحاجة إلى الرعاية والإصلاح، أكثر من حاجتها إلى الردع والعقوبة، وهذه ما يطلق عليه الرعاية اللاحقة، أي الرعاية التي تتم بعد رجوع الحدث الجانح إلى بيئته الطبيعية؛ بمتابعته متابعة منظمة وحثيثة. ** التوصيات:. اجراء دراسة علمية ميدانية معمقة في كل المدن السورية للتعرف على حجم ظاهرة الجنوح بين الأحداث 1للتعرف على أسبابها ووضع الحلول المناسبة.
2- دعم وتطوير خدمات الرعاية النفسية والاجتماعية للأحداث الجانحين وذلك من خلال إنشاء مؤسسات للرعاية وإنشاء جمعيات أهلية خيرية متخصصة وتوفير الإمكانيات المناسبة لعمل هذه المؤسسات.
3 _ إشراك كل من الأسرة والمدرسة والمؤسسات الاجتماعية والنفسية فى إعادة تأهيل الجانحين ودمجهم فى المجتمع .
4 _ التعاون مع وسائل الإعلام لتبصير كل شرائح المجتمع بخطورة وانتشار ظاهرة جنوح الأحداث ، وأسبابها وطرق الوقاية منها .
5- تحديث التشريعات والقوانين التي تتعامل مع الأحداث لتتوافق مع المعاييرالعالمية لحقوق الأحداث كما نصت عليها مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية لمنع جنوح الأحداث. | |
|