مولاتي جميلة الإدارة العامة
آخر مواضيعي : الجنس : البلد : تاريخ التسجيل : 20/04/2010 عدد المساهمات : 1338 نقاط النشاط : 29461 المزاج : الحمد لله التقييم : 100 الإشراف : قسم الطلبات
قسم الشعر والخواطر
أوسمة العضو : الموقع : www.mawlatidjamila.keuf.net تعاليق :
| موضوع: قهوة الصباح الجمعة يونيو 01, 2012 11:03 pm | |
| طلب مني يوسف ان نكتب قصة مشتركة حول بعض ذكريات الطفولة، تحمست للفكرة وحملت قلمي وورقتي استعدادا ،وعدلت من طريقة جلوسي،اعتقدت في البداية ان الامر اسهل ، اخترنا موضوع قصتنا بعد أن دخلنا الى الغرفة الخلفية لذاكرتنا ، فبدأنا ننبش و نبحث، ننبش ونبحث عن ذكرى مشتركة ، مضحكة ، وفي نفس الوقت مؤثرة. نبهني يوسف الى ارشيف ذاكرة دوارنا ، رحت معه الى هناك في رحلة متخيلة ، وجدنا صندوقا عجيبا ، حملناه معا ، يوحي الصندوق لمن يراه انه صندوق وجد في سفينة غارقة، انه صندوق غارق في سفينة ذاكرتنا المشتركة، فتحناه بمفتاح ذاكرتنا الطفولية، اخرجنا الذكرى التي كنا نبحث عنها : انها تلك الصورة التي نسمع فيها دق القهوة في المهراز في كل صباحات دوارنا وفي كل مساءاته انها عادة لا ينفلت منها أي منزل في الدوار، تسمع دق القهوة كما تسمع صياح الديك كل صباح ايذانا بحلول الصباح" داو داو داو داو...." انه الصوت القادم من كل بيت ، لا يمكن ان تهرب منه، كما لا يمكن ان تشرب قهوة الصباح او قهوة المساء اذا لم تمر من كل الطقوس خطوة خطوة، تبدأ بدق حبوب القهوة و شم رائحتها المعطرة بتوابل خاصة( القرفة، الكوزة، الابزار....) حينها فقط يمكنك ان تتمم رحلتك الوجودية مع القهوة رائحة مازالت تعيش فيا ، حينها فقط يمكنك أن تتذوق القهوة، حينها فقط ايضا يمكنك أن تتفرج في مسرحية خالدة في الذاكرة"داو داو داو" تسمع سمفونية لا يمكن أن تعزفها امرأة من نساء الان. تساءلنا أنا ويوسف : لماذا لم نعد نسمع صوت المهراز في كل منزل هذا الدوارالذي تغيرت ملامحه؟ بنايات الاسمنت اكتسحت كل بيت طيني متواضع للزمن قوي على كل جبار، تبدو البيوت القديمة كأنها تقبر نفسها في اعماق الأرض احتجاجا على ما يحدث لها، ستعود الى أصلها لتستوي مع ذاتها . تعمدت أن ادخل الى بيت لالة خدوج أو كما يقولون لها "تبنحود" نسبة الى اى زوجها " بن حود" كنت في هذا البيت في يوم ما من طفولتي ، لم اجد لالة خدوج ، وجدت فقط زوجة ابنها الوحيد "عبد الرحيم" لا أخفيكم سرا تمنيت لو سمعت صوت المهراز " داو داو داو" و شممت رائحة القهوة وهي على النارن تمنيت ذلك من اعماقي ذاكرتي. جائتني فكرة مجنونة في أن أسألها عن مهراز لالة خدوج القديم، أجابت ببرود كالصقيع و بلغة امازيغية ثقيلة: " مانز غان ، اجلا غان زليغ تموت لالة خدوج اولر سول تنسموس" ضحكت في نفسي و ترجمت لذاكرتي ما قالت :" اين ذاك الشئ ، رحل منذ رحلت لالة خدوج لم نشتغل به" استأذنت بالرحيل ، وعدت ادراجي، درجة في الذاكرة، ودرجة في دورانا القديم، درجة في الطفولة ودرجة في الحاضر ...طفوت في ذاكرتي، أغلقت مع يوسف باب الارشبف,، رمينا صندوقنا المشترك في قاع الذاكرة، وضربنا موعدنا في ذكرى أخرى من الطفولة.
بقلم : بورزيق سميرة ****************** | |
|