الــــزوج الــزائــر أزمة تبحث عن حل .مشكلات أسرية .

تزوجته وفى ذهنها حلم بالعش الجميل والحياة الرومانسية والعلاقة الحميمة لكن فجأة انشغل الزوج بأعباء الحياة وبالترفيه عن نفسه مع أصدقائه وأصبح زائراً يأتى فى المساء ليأكل وينام وأحيانا وقت الغذاء وبدأت تشكو أين الأحلام الوردية أين الحياة الأسرية وجاءتها الإجابات ممن سبقنها فى عش الزوجية أنه واقع البيوت المصرية.
ولأن الموضوع خطير ويهدد استقرار الحياة الأسرية كان هذا التحقيق للتعرف لماذا ينشغل كان هذا التحقيق للتعرف لماذا ينشغل الزوج عن بيته ولماذا تعانى الزوجة فى صمت من الزيارات المتقطعة !!
البداية كانت مع شرين حيث قالت : لم أكن أعرف عن زوجى إلا أنه صنايعى كسيب ويضمنه زوجى شقيقتى وبعد انتهاء أسبوعين من الزواج أصبح زائر الفجر فهو يخرج من البيت عقب أذان الظهر ولا يعود إلا مع أذان الفجر ليوقظنى لأعد له طعام العشاء وعندما عاتبته على عدم العودة بعد إنهائه لعلمه يخبرنى أنه يذهب للمقهى لمقابلة أصدقائه وعلم تربيطات عمل جديدة وغضبت من كثرة تركه لى وعدت لبيت أسرتى ولم أجد من يفهم شكواى طالما لايضرنى ولا يقصر تجاه طلباتى فلا عيب فيه ونصحتنى شقيقتى بأن بقاء الرجل خارج البيت يقلل المشاكل ويعطى الزوجة الحرية للتحرك .
والأن أنجبت ابنى الأول وانشغلت به عن أبيه وأشعر أننى أعيش مع إنسان غريب عنى يأتى لزيارتنا كلما أراد شيئاً من البيت الأكل أو النوم أو الراحة .
تختلف عنها السيدة عزة أحمد ربة بيت حيث تقول عمل زوجى يأخذه منا لفترات طويلة لكنه عندما يعود يساعدنى فى كل شىء فأجد فى ذلك أفضل تعويض لفترات غيابه ولا أستطيع أن أطالبه بترك عمله ليستقر معنا فى البيت . بل إننى أعتبر زوجى رجلاً مثالىاً . لأنه لايقضى وقت فراغه فى أشياء تافهه لكن يمارس نشاطاً تطوعىاً فى خدمة الأيتام ولذا عندما يغيب لا أغضب لأننى أعرف أين يكون وماذا يفعل . ولذا رغم قلة رؤيتى له فى البيت إلا أننى لا أشكو لأنه حريص على إظهار حبه لى ولابننا الوحيد وأعتقد أن الأمر يشكل مشكلة عند الزوجات اللائى يفتقدن الشعور باهتمام أزواجهن .
أوشكت على الضياع بسبب زوجى «عبارة صدمتنى عندما قالتها صاحبتها المثقفة الجامعية بندم وحزن واستطردت قائلة :
زوجى رجل أعمال لايعرف سوى لغة المال وقد حاولت كثيراً إشعاره برغبتى فى اهتمامه وجلوسه معى وخروجه معى وكان يتهمنى بالتجنى لأننى لا أعترف بما يحققه لى من مزايا مادية كان يقول لى انه بعمله يوفر لى مستوى اقتصادىاً تحسدنى عليه زميلاتى لكنه لم يكن يعلم أننى أنا من تحسد الآخريات اللائى يحسدن «أزواجهن ويحكين لهن عما يحدث لهن خلال اليوم . وزادت فترات غيابه لدرجة أنه كان يعود وأنا نائمة ويخرج وأنا مازلت نائمة وأثناء ذلك بدأت ألحظ أهتمام السائق الذى يوصل ابنى للمدرسة بى وحديثه المطول معى عن تخرجه من كلية الهندسة وعمله بالخارج وإدارته لتوصيل الطلاب للمدارس وبدأ يحدثنى يومياً عند أخذه لابنى وإعادته لى لدرجة جعلتنى أفكر فيه حتى صارحنى برغبته فى رؤيتى وهنا خفت أن أبدأ طريقاً أندم عليه فقررت إنهاء توصيل أبنى معه وأخذتها وعدت لمنزل والدى فترة لأبتعد عن ضغوطه ورجوت زوجى أن يخصص لى ولابنى يوماً فى الأسبوع لاينشغل فيه عنا وللأسف فشلت وبدأت حالياً دروساً فى حفظ القرآن لتشغلنى عن زوجى الذى لايرانا إلا كزائر خفيف جداً .





لكن ما رأي الزوار أو الأزواج

حسن طلعت مهندس ديكور يقول فى الفترة الأولى من زواجى كنت أعطى زوجتى قدراً كبيراً من الوقت لكن بعد فترة زاد انشغالى والعمل لاينتظر أحداً لكن للأسف هى لاتستوعب طبيعة عملى وقيامى بعمل الديكور لأكثر من شقة فى نفس الوقت ودائما تخبرنى أننى أعامل البيت مثل الفندق لا أذهب إليه إلا لتغيير ملابسى والنوم وهذا ظلم لأننى أبنى مستقبلى ولم أعد أتشاجر معها لأنه ليس حالى وحدى فمعظم أصدقائى يعانون نفس الاتهامات وكأننا زوار لمنازلنا بمزاجنا المسألة كلها مرتبطة بالمسئولية .
من حق الزوجة تشكو إذا كان زوجها جالساً على المقهى فقط هكذا تحدث محمد كمال مدير بأحد المطاعم وقال عملى يعتمد على الكفاءة والمواعيد المتغيرة ودائما أكون مشغولاً عن البيت وفى مواعيد الليل أعود لأنام طوال النهار وفى مواعيد النهار أعود مرهقاً جداً فأنام وهى ترانى دائما لكن نائماً أعرف أننى مقصر لكنها طبيعة عملى وعليها استيعابها فهى ترى أننى لا أزور أهلى إلا فى المناسبات ولا أزور أحداً وبالتالى فلست مقصراً بمزاجى وعليها التحمل معى حتى أستطيع إلحاق أولادى بأفضل المدارس .
وحول الطريق للحل سألنا د . مديحة الصفتى أستاذة علم الاجتماع فقالت : الحياة العصرية أدت إلى انشغال الزوج لفترات طويلة خارج البيت لتحقيق أكبر قدر من النجاح وسط منافسة كبيرة ، لكن اليوم يتكون من 24 ساعة وهى كافية للعمل والترفيه وقضاء وقت مع الزوجة والأبناء لمن يريد . لكن بعض الأزواج يعانون من الفتور الزوجى أو مايسمى بالملل بعد فترة من الزواج . وللهروب من هذه الحالة يبتعدون عن المنزل لفترات طويلة لعدم مواجهة الزوجات وهذا الهروب يدخل الزوج فى حلقة مفرغة فتكثر الأكاذيب والحجج وتزداد الفجوة بين الزوجين وتكبر المشكلة من فتور زوجى إلى نفور وقد تصل الأمور للطلاق . وهنا أشير إلى بعد مهم جداً وأنه على الرجل قبل الاقدام على الزواج أن يعى جيداً أن الحياة الزوجية شراكة عمر بين شخصين ولابد لهذه العلاقة أن تنمو على أسس قوية من تنازلات طواعية بهدف إرضاء كل شريك لشريكه وأن يدرك أن البيت الذى لايقوم فيه الزوج بمسئولياته ويكتفى بالزيارات الدورية للأكل والنوم هو بيت معرض للانهيار وأن الفراغ العاطفى قد يدفع الزوجة لعدم العناية ببيتها وأولادها . وقد تتعرض لأزمات نفسية تصل للاكتئاب لأنها ترى أن الشخص الوحيد المسئول عنها منشغل ويتعامل مع البيت كأنه ضيف وأن البيت فندق وهذا تدريجيا يفقدها الثقة فيه وفيمن حولها . وختمت حديثها مشيرة إلى أننا الأن نسمع كثيراً عن البيوت السائبة وبالتحليل ثبت أن الرجل يلعب دوراً كبيراً فى دفع الأمور إلى هذا المنزلق والأسرة نواة المجتمع ولو فسدت النواة سيعانى المجتمع كله وعليه أن يدرك أن مراعاته لمشاعر أسرته وزوجته جزء من محافظته علي الجبهة الداخليـــة للمجتمع ككل.