تعريف تسيير الموارد البشرية
قبل التطرق إلى تعريف تسيير الموارد البشرية نقوم بتعريف :
-التسيير .
-الموارد البشرية .
-تسيير الموارد البشرية .
الفرع الأول : تعريف التسيير
" التسيير هو تدبير شؤون الناس و قيادتهم و توجيههم و تنظيمهم
بغية تمكينهم من تنفيذ الخطط الموضوعية لهم بهدف المحافظة على كيانهم و
استمرار وجودهم " 1.
التسيير هو عملية تنفيذ الأنشطة مع الأفراد ، و تسيير هذه العملية إلى
أنشطة التخطيط و التنظيم و القيادة و التقييم التي يجب القيام بها لتحقيق
الأهداف .
إن أي تعريف للتسيير يجب أن يتضمن ثلاثة عوامل مشتركة و هي الأهداف ،
الأفراد و الموارد المتاحة المحدودة ، و بالرجوع إلى تعريفنا للتسيير
فالأهداف هي الأنشطة المنفذة ، و الموارد المحدودة متضمنة في كلمة كفاءة ،
و الأفراد هم الأشخاص أو الموظفون 2.
الفرع الثاني : تعريف الموارد البشرية
" إن الموارد البشرية هي المحور الأساسي الذي تدور حوله التنمية
في كل المستويات و الوسيلة المحركة التي تحقق أهدافها " 3.
تعتبر الموارد البشرية موردا و استثمارا بالنسبة إلى المنظمة ، و لكي
تستطيع استخدام و استغلال و تنمية هذا الاستثمار فعليها تسييره ، بمعنى
أنه يتطلب تخطيط و تنظيم و توجيه و تقييم مثلما يتطلب ذلك استخدام العوامل
المادية للإنتاج .
إن الموارد البشرية كما سبق القول يجب تخطيطها و تنظيمها و تقييمها ، بمعنى أنه يجب تسييرها 4.
و
قد تعني الموارد البشرية جميع سكان الدولة المدنيين منهم و العسكريين ، و
يدخل في حكم ذلك الذين يعملون لقاء اجر و المرأة غير العاملة و المحالون
على المعاش و ذوي العاهات و المتعطلون ( القادرون و الراغبون و المستعدون
للعمل ) لكن لا يجدون عملا ، و الأطفال و جميع من تضمهم مراحل التعليم
المختلفة 1.
الأفراد المختلفون :
بمعنى
أنه إذا توجهنا للعمل و نظرنا إلى الناس لوجدناهم مختلفون في الظاهر و
الباطن ، الظاهر يشير إلى أننا مختلفون في ملامحنا و أعمالنا و خبراتنا و
تعليمنا و جنسنا ، و الباطن يشير إلى أننا مختلفون في قدراتنا العقلية و
طريقة فهمنا و إدراكنا للأمور و في طريقة تعلمنا و اكتسابنا للقدرات و
المهارات ، و في مشاعرنا و حتى في اتجاهاتنا النفسية و تفضيل الأشياء ،
فهذه الاختلافات كلها توضح كيف أن سلوكنا مختلف عن بعضنا البعض ، و يختلف
الناس أيضا في صفاتهم و تكويناتهم الشخصية و مزاجهم ، حتى في الاهتمامات و
الميول المهنية نلمس الفروقات كذلك ، و في تفضيلهم للعمل ، كما نجد أيضا
اختلاف في الدوافع فالبعض مدفوع ماليا و البعض الآخر اجتماعيا ، و الآخر
نحو الشعور بالتقدير و تحقيق الذات ، و كذلك يمكن القول أن مهارات الاتصال
الحديث ، المناقشة ، التفاوض ، الإقناع و الابتكار و التأثير في الآخرين
تختلف جميعا من شخص لآخر .
الوظائف المختلفة :
تختلف
الوظائف من حيث طبيعة النشاط ( إدارية ، مالية ، تسويقية ،... ) ، و تختلف
أيضا من حيث النوعية ، الحجم و عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها ، و كذلك
من حيث المواصفات المطلوبة لأدائها : التعليم ، الخبرة ، المهارة ،
التدريب ، ... الخ ، و تختلف أيضا ظروف أدائها من حيث ظروف العمل المادية
، من إضاءة و حرارة و رطوبة و غيرها .
فمنها من يناسب أشخاصا معينين و منها من يناسب أشخاص آخرين و بالتالي يتطلب الأمر تحليل الوظائف قبل شغلها بالإفراد .
و تعددت التعاريف المقدمة في الموارد البشرية ، و نذكر منها :
"
هي دراسة السياسات المتعلقة بالاختيار و التعيين و التدريب و معاملة
الأفراد في الأفراد في جميع المستويات و العمل على تنظيم القوى العاملة في
المؤسسة ، و زيادة ثقتها في عدالة الإدارة و خلق روح تعاونية بينها للوصول
بالمؤسسة إلى أعلى طاقاتها الإنتاجية " 1.
"
هي الإدارة المتخصصة بكل الأمور المرتبطة بالعنصر البشري في المنظمات ، من
البحث عن مصادر القوى البشرية و اختيارها ، تصنيفها و تدريبها ، و تهيئة
المناخ الإنساني الملائم الذي من شانه أن يدفع إلى بذل أقصى طاقاتهم داخل
المنظمات " 2.
"
وظيفتها تتمثل في اختيار العاملين ذوي الكفاءات المناسبة و تسيير جهودهم و
توجه طاقاتهم و تنمي مهاراتهم و تحفز هؤلاء العاملين و تقييم أعمالهم و
تبحث مشاكلهم و تقوي علاقات التعاون بينهم زو بين زملائهم و رؤسائهم و
بذلك تساهم في تحقيق الهدف الكلي للمنظمة من حيث زيادة الإنتاجية و بلوغ
النمط المطلوب للأعمال و الأفراد " 3.
تعنى
الموارد البشرية اليوم بجانب كبير من الأهمية نظرا لقربها من جميع أوجه
النشاط الإنساني ، فالإدارة تعمل على تحديد و تحقيق الأهداف و بالتالي
تقوم بالتجميع الفعال لمهارات و كفاءات الأفراد ، مع استخدام كافة الموارد
المادية ، فهي تطبق على الجماعة و ليس على الفرد .
أولا: خطوات في تزويد المنظمة بالموارد البشرية
-يتبع المسيرون أربع خطوات متتالية من أجل تزويد المنظمة بالموارد البشرية لتعبئة الوظائف الشاغرة, وهذه الخطوات :
1) الاستقطاب . 2) الاختيار 3) التكوين . 4) تقييم الأداء .
1
بوفلجة غيات ، مبادئ التسيير البشري ، دار العرب ، 1999 ، ص 13 .2 محمد
سعيد سلطان ، إدارة الموارد البشرية ، لبنان ، بيروت ، دار الجامعية ، 1993
، ص 31 ، 32 .3 كمال نور الله ، إدارة الموارد البشرية ، سوريا ، دمشق ،
دار طلاس ، 1992 ، ص 15 .4 محمد سعيد سلطان ، إدارة الموارد البشرية ، مرجع
سابق ، ص 32 . 1 منصور أحمد منصور ، تخطيط القوى العاملة ، الكويت
، 1975 ، ص 32 .1 عادل حسن ، إدارة الأفراد و العلاقات الإنسانية ، دار
الحكيم للطباعة و النشر ، 1969 ، ص 23 . 2 ابراهيم العمري ،
الأفراد و السلوك التنظيمي ، دار الجامعة المصرية ، الاسكندرية ، 1979 ، ص
19 .3 عبد الوهاب محمد ، إدارة الأفراد منهج تحليلي ، القاهرة ، مكتب عين
الشمس ، 1974 ، ص 36
العوامل المؤثرة على تسيير الموارد البشرية و مراحلها و أسسها
الفرع الأول : العوامل المؤثرة على تسيير الموارد البشرية
إن العوامل التي كان لها تأثير على تسيير الموارد البشرية عديدة , ولكننا سنركز على أربعة عوامل أساسية هي كالتالي :
1.العوامل الاقتصادية
إن
حالة الاقتصاد الوطني والظروف المحيطة به تؤثر على الموارد البشرية , لأن
المنظمات تتجه إلى التوسع في النشطة الخاصة بتسيير الموارد البشرية في
فترات الرواج , وتقلصها فترات الكساد .
ونجد
من ناحية أخرى أن الارتفاع المستمر لمستوى المعيشة في المجتمع , كان له
تأثير كبير على الممارسات الخاصة للموارد البشرية , بالذات من ناحية تطور
المداخيل الأفراد .
2.العوامل القانونية
إن النصوص القانونية والأحكام القضائية والقرارات الإدارية كان لها جوهريا على تسيير الموارد البشرية .
إن
تسيير الموارد البشرية انتقلت من مجال يحكمه مبدأ "دعه يعمل أتراكه يمر"
إلى مجال آخر مقيد بالقوانين , كالحد الأدنى للأجور , والحد الأقصى لساعات
العمل , وكل السياسات المتعلقة باستقطاب الأفراد ومقابلتهم واختيارهم ,
وتكوينهم , وتقييمهم .
3. العوامل الاجتماعية
إن
المجتمع قد تعرض لتطور كبير فيما يتعلق بتركيبه الطبقي والاتجاهات والقيم
السائد فيه , وكذلك بأحداث رئيسية غيرت من مجريات الأمور داخل المجتمع .
لقد
تعرض المجتمع خلال القرن العشرين لتغيرات جوهرية في أسلوب معيشته , وأسلوب
تفكيره فيما يخص توسيع فكرة دور الحكومة بتسيير شؤون أفرادها 1.
4. العوامل التكنولوجية
إن
التقدم التكنولوجي الذي حدث كان مذهلا , فقد وصف التقدم الذي حدث
والتغيرات الجذرية للموارد البشرية كنتيجة لتغير حاجات ومتطلبات المنظمة
والتوسيع المستمر في التكنولوجيا وزيادة الاعتماد على الحسابات الكترونية .
أسس إدارة الموارد البشرية
تأخذ
المبادئ عادة البيان أو القائمة التي تشمل على الأعمال التي يجب على
العاملين المنظمة إنجازها , وكذا أداء هذه الأعمال والمبادئ الناجمة هي
التي تحقق كل من رغبات أصحاب ومسيري المؤسسات وكذا العاملين فيها في أن
واحد .
وهناك
خصائص وأطر عامة يجب أن تتوفر أسس المتابعة في تسيير الموارد البشرية وعلى
المؤسسة إتباعها وحسن تطبقها , ومن أهم هذه الخصائص :
·وضوح المعنى حتى يسهل فهمها و استيعاب دلالتها من جانب الرؤساء و المرؤوسين .
·العدالة
والإنصاف بين العاملين ، خاصة فيما يتعلق بالنواحي المادية مثلا : المبدأ
الذي يوضح تسيير المؤسسة من تنسيق دفع الأجور في نظام تقسيم الوظائف .
·
الثبات والاستقرار ، و هي خاصية في تطبيق المبادئ على أن لا يفهم من ذلك
الصلابة أو جمود , والثبات لا يعرف الجديد أو المستحدث من الأفكار والأداء
على أعمال المؤسسة .
· التخطيط الجيد لبرامج وتظم الخدمات التي تقدم للأفراد , والتي تعكس رغبات و احتياجات الأفراد .
· تنمية الاتصال والعلاقات العامة مع الأفراد لتحقيق الاندماج بين الأفراد والمنظمة .
وظائف تسيير الموارد البشرية وأهداف واختصاصاتها
الفرع الأول : وظائف تسيير الموارد البشرية
تتمثل أهم وظائف تسيير المارد البشرية في الآتي :
§ الرقابة على ظروف العمل وتسيير الخدمات الخاصة بالأفراد , وإعداد السجلات المرتبطة بهم وتتبع حياتهم الوظيفية .
§الإشراف على موازنة الأجور المرتبات والحوافز والمكافآت والعلاوات .
§العمل على حل مشاكل الأفراد في كافة مجالات العمل ، وتقرير و تنفيذ لسياسة التسيير في مجال شؤون الأفراد .
§اعتماد عقود العمل والأوامر الإدارية الخاصة بالجزاءات في حدود اللوائح المعمول بها .
§التنسيق
مع كافة المنظمات في قطاعات العمل الأخرى ، فيما يتعلق بتسيير العنصر
البشري ورعايته اجتماعيا وصحيا ومهنيا , بما يكفل تكوين قوة عمل راضية
ومنتجة .
§تطبيق إجراءات الإعلان عن الوظائف الشاغرة , وكل ما يتعلق بعمليات الاختيار ، التعيين وتكوين الأفراد .
§تلقي شكاوى ومقترحات الأفراد ، ودراستها والرد عليها .
§الاعتراف
على تنفيذ القرارات المتعلقة بالترقيات و تنظيم عمليات حضور وانصراف
الأفراد ، و على إعداد وتنظيم النماذج والسجلات المرتبطة باستخدام الأفراد
وتقدير كفاءاتهم .
§القيام بالدراسات الخاصة بتحليل سياسات تسيير الموارد البشرية ولوائح استخدامها والخاصة ببحوث الأفراد بما يساعد على :
- تنسيق التنظيم وتحديد تفصيلات الهيكل التنظيمي .
- اكتشاف وسائل أفضل لرفع القدرة الإنتاجية للمنظمة , وتحقيق أهدافها في مجال الأرباح
هداف تسيير الموارد البشرية
تتمثل أهم أهداف تسيير الموارد البشرية فيما يلي :
أولا : التعرف على حاجات و رغبات الأفراد والعمل على إشباعها, بما يولد لديهم الحافز على الإنتاج , و يتطلب ذلك ما يلي :
§معرفة احتياجات الأفراد و رغباتهم قبل التخطيط لإدخال التغيرات في المنظمة .
§مشاركة الأفراد للمنظمة في تحمل المسؤولية و مواجهة مشكلات العمل الحقيقية وحلها.
ثانيا : الارتفاع بكفاية أداء الأفراد ، كالإلزام المعنوي اتجاههم ومسؤولية اجتماعية للمنظمة.
ثالثا :
تنمية الفهم والمهارة الأساسية في العلاقات الإنسانية لدى المسيرين , بما
يساعد على تحقيق التناسق في الأداء وتنمية العمل الاجتماعي كفريق .
رابعا :
تقدير وتدبير احتياجات المنظمة من القوى العاملة و تطبيق سياسات تسيير
الموارد البشرية من اختيار وتعيين وتكوين و أجور ومرتبات , ووضع نظم
الحوافز , وتقييم كفاءة الأفراد حتى يتحقق الاستخدام الأمثل الموارد
البشرية .
خامسا : تخطيط التنظيم بما يكفل تحقيق أهداف المنظمة والأفراد وفقا لمرحلة النمو التي تمر بها ، وفتح فرص الترقية أمام الأفراد.
سادسا : تنمية مهارات المنظمة في مجال المحافظة على العنصر البشري ، و التأثير الإيجابي في سلوك الأفراد .
سابعا :
ممارسة العلاقات العامة وتنمية الصلة ة الترابط بين الأفراد و المنظمة من
خلال البرامج الترفيهية و الخدمات الصحية والاجتماعية والثقافية المختلفة .
ثامنا : بحوث الأفراد , وتقييمها يرفع الروح المعنوية لديهم .
تاسعا : المشاركة في وضع وتطبيق سياسات تسيير الموارد البشرية وما يرتبط بها من نظم ولوائح وإجراءات عمل .
اختصاصاتتسيير الموارد البشرية
يقصد
باختصاصات تسير الموارد البشرية كافة الجهود التي تبذلها الموارد البشرية
، من أجل تحقيق الأهداف على وجه ممكن , آخذين في الاعتبار المساهمة
الفعالة في تحقيق مستوى الاستخدام الكامل للموارد البشرية مع المحافظة
عليها .
وفي ما يلي موجز لهذا الاختصاصات بصفة عامة :
-العمل
على اكتشاف واجتذاب القدرات بين القادرين على العمل والراغبين فيه ، مع
العناية باختيارهم و تعيين المناسبين منهم في الوظائف المناسبة لهم .
-توفير ظروف العمل الملامة بغية تحقيق أعلى دراجات الاستثمار للموارد البشرية ، و رفع مستوى كفاءاتهم الإنتاجية .
-الاحتفاظ بسجلات الإفراد منظمة وجاهزة دائما تحت الطلب .
-القيام بالبحوث المجدية في شؤون هؤلاء الأفراد ، من أجل النهوض بهم فنيا ومعنويا في إفساح مجال الترقية أمامهم .
-يجب على تسيير الموارد البشرية أن يبذل كافة الجهود اللازمة للنهوض بمستوى العلاقات بين المنظمة و الأفراد .
خلاصــــــــة
كخاتمة
لفصلنا هذا نستخلص أن إدارة الموارد البشرية هي جزء من هيكل الإدارة و
المنظمة ككل , فقد بينت هذه الوظيفة أهميتها ودورها الفعال داخل المؤسسة ,
في مسايرة التغير والتطور والتأقلم معه ، وذلك عن طريق وضع مفاهيم وسياسات
تساعد في التحدي ومواجهة التغيير الدائم على وجوب الاهتمام بوظيفة إدارة
الموارد البشرية باعتبارها وحدة إدارية لها تأثير على وحدات المنظمة .
إن
وظيفة تسيير الموارد البشرية واسعة البحث , فهي تتطور مع الزمن ولها صلة
بالمحيط فنجاح المؤسسة يتوقف على حسن توظيف العمال وتخطيطهم وتنظيمهم ،
وهذه المسؤولية هي التي توكل لإدارة الموارد البشرية وتجعلها تحتل المكانة
الإستراتيجية داخل تركيبة المنظمة .