الأمم المتحدة تدعو الأفغان الى إجراء محادثات سلام داخلية

المصدر : جريدة الاخبار 29/12/2011

قال الرئيس الجديد لمهمة الامم المتحدة في افغانستان يان كوبيس، اليوم الاربعاء، إنّ محادثات السلام التي تجري مع بعض مسؤولي طالبان يجب ان يجريها الافغان انفسهم. وقال كوبيس الذي خلف السويدي، ستيفان دو ميستورا، في مؤتمر صحافي ان «هذه العملية يجب ان يقوم بها الافغان وان تنتمي الى الافغان، ولست ارى فرص نجاح اذا لم يكن الامر كذلك».
وقد وافقت حركة طالبان، التي تخوض منذ عشر سنوات تمرداً ضد الحكومة الافغانية وتحالف القوات الدولية الذي تقوده الولايات المتحدة تحت راية الحلف الاطلسي، في بداية كانون الثاني على فتح مكتب تمثيلي في الخارج (في قطر) للمشاركة في محادثات سلام.
ولا ترغب الحركة في التفاوض إلا مع الولايات المتحدة، وليس مع حكومة الرئيس حميد كرزاي التي لا يعترفون بسيادتها على افغانستان. وهذه الحكومة التي كانت تعارض بشدة فكرة تمثيل المتمردين خارج افغانستان، وافقت في نهاية المطاف على هذه الفكرة بتشجيع كبير من حلفائها ولا سيما الاميركيين.
وأوضح يان كوبيس أن «هذه العملية التي يقوم بها الافغان لن تلقى النجاح إلا اذا قامت على مشاركة صحيحة وتمثيلية، ليس فقط للقوى السياسية بل ايضاً للمجتمع الاهلي».
وقررت البلدان الغربية، العاجزة عن إلحاق هزيمة عسكرية بطالبان، مغادرة البلاد اواخر عام 2014. ورغبة منها في عدم ترك البلاد في حالة فوضى شاملة، قررت هذه البلدان، وعلى رأسها الولايات المتحدة، البدء بمحادثات مع المتمردين.
من جانب آخر، «قتل ستة جنود على الاقل و17 من عناصر حركة طالبان في معارك اندلعت في المناطق القبلية شمال غرب باكستان، معقل هؤلاء المتمردين الاسلاميين والمعقل الرئيسي لحلفائهم في تنظيم القاعدة في العالم»، كما اعلن الجيش الباكستاني اليوم الاربعاء.
وبينما كانت وحدة من حرس الحدود، الذين يتولون الأمن في هذه المناطق الحدودية مع افغانستان تقوم بعملية تفتيش في قرية جوغي بمنطقة كورام القبلية، تعرضت لهجوم شنه خمسون من عناصر طالبان، كما قال مسؤول كبير في الجيش، طالباً عدم الكشف عن هويته.
واكد المسؤول العسكري هذه الحصيلة، وقال ان المهاجمين كانوا عناصر من «طالبان الباكستانيين»، موضحاً أن الجيش استعاد السيطرة على المنطقة.
ويتعذر التحقق من الحصيلة التي قدمها الجيش او السلطات المحلية عن المعارك بين الجنود والمتمردين الاسلاميين في المناطق القبلية بسبب خضوعها للسيطرة العسكرية او سيطرة حركة طالبان.
والمناطق القبلية في الشمال الغربي هي معقل عناصر طالبان الباكستانيين الذين دانوا بالولاء للقاعدة في 2007. وفي تلك السنة اعلنوا بالاتفاق مع اسامة بن لادن شخصياً، الجهاد على اسلام اباد بسبب دعمها «الحرب على الارهاب» التي بدأتها واشنطن منذ اواخر 2001. ومنذ ذلك الحين، بات عناصر طالبان ابرز المسؤولين عن موجة من الاعتداءات التي كان القسم الاكبر منها انتحارياً واسفرت عن نحو خمسة آلاف قتيل في غضون اكثر من اربع سنوات في كل انحاء البلاد.

يسلمووو لاتحرمنا من جديدك

مرورك نورني